سافرة:
ليس هناك
دليل على وجوب ستر الوجه ...
محجبة:
ما معنى
قول الله تعالى في الآية 53 من سورة الأحزاب:
"وَإِذَاسَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ
حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُلِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ" (الأحزاب، 53)
سافرة:
هذه الآية
تدل على وجوب الحجاب وستر الوجه في حق أمهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه
وسلم .
محجبة:
حسنا ...
أنت تقولين أن ستر الوجه واجب على أمهات المؤمنين بنص الآية رقم 53 من سورة
الأحزاب .... أليس كذلك !
أرجوك
لا تنسي ما قلتيه أن الآية 53 توجب ستر الوجه على أمهات المؤمنين !!!
سافرة:
حسنا أعدك بأن لا أنسى أن الآية 53 توجب ستر الوجه على أمهات المؤمنين
!!!
محجبة:
حسنا ... دعينا نتوجه للآية
التي بعدها (أكرر: بعدها) في نفس السورة ورقمها 59 والتي أمر الله فيها
جميع النساء بأن يدنين عليهن من جلابيبهن
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ
وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ
أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا
رحيماً."(الأحزاب, 59)
ما معنى
"يدنين عليهن من جلابيبهن" ؟
هل يعني كشف
الوجه أم ستره ؟
سافرة:
بل يعني كشف الوجه !!
محجبة:
أفقدت
ذاكرتك !! ألم تقولي قبل 30 ثانية أن الله أوجب على أمهات المؤمنين ستر الوجه في
الآية السابقة رقم 53 ووعدتني بأن لا تنسي ذلك ثم تزعمين الآن أن الله في الآية
التي بعدها رقم 59 قد غير حكمه وأمر أمهات المؤمنين بكشف الوجه ؟؟؟ أليست الآية 59
تشمل أمهات المؤمنين !!! إقرأيها مرة أخرى :
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ
جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ
غَفُورًا رحيماً."(الأحزاب, 59)
سافرة:
أ..أأأأ
...أأ
محجبة:
إذن في
هذه الآية رقم 59 أوجب الله على سائر نساء المؤمنين ما أوجب على أزواج النبي صلى
الله عليه وسلم من الحجاب. فلا يمكن ان يكون المقصود بـ (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِن) كشف الوجه لأننا قد علمنا من
الآية السابقة رقم 53 وجوب ستر الوجه على أمهات المؤمنين، فكيف يؤمرن بستر الوجه ثم
تجيز الآية التالية لهن كشف الوجه !
إذن المقصود بـ (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِن) تغطية الوجه أيضا, وهنا ألزم
الله جميع نساء المؤمنين
بذلك.
----------------
كما أن هناك
أمرا مهما وهو أن الزعم بأن الأمر بالحجاب في الآية 53 خاص بأزواج النبي صلى الله
عليه وسلم دون سائر النساء بدعوى أن الخطاب جاء في حقهن زعم باطل من عدة أوجه:
1- بينت هذه
الآية سبب الأمر بالحجاب وهو طهارة القلب، و طهارة القلوب وسلامتها من الريبة ليست
مطلوبة فقط من أمهات المؤمنين وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل هي مطلوبة
من سائر المؤمنين والمؤمنات فعموم علة الحكم دليل على عموم الحكم فيه.
2- إذا
احتاج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه الطاهرات إلى الحجاب ليكون أطهر
لقلوبهم وقلوبهن فما سواهم من الناس أكثر حاجة إلى الحجاب، وهل يقول مسلم أن سائر
المسلمين والمسلمات أكثر تقوى وأبعد عن الريبة من أمهات المؤمنين وصحابة رسول الله
صلى الله عليه وسلم !