مقدمة:
تبين هذه المقالة كيفية فهم الحاسوب بهدي القرآن، تصديقا لقول الحق سبحانه في آية 38 من سورة الأنعام (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ)، حيث يذكر الحق في هذه الآية الكريمة أنه لم يترك أي شيء خارج القرآن الكريم أي أن القرآن يحتوي على علم الخلق بالكامل من عند الخالق.
و إذا ربطنا هذا الاستنتاج مع قول الحق في سورة الذاريات – آية 21 (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)، و الذي يعظنا به الحق أن نتفكر في خلق الله لأجسامنا بحيث أن جسم الإنسان يحتوي على كافة الأنظمة من أنظمة حرارية (كما في الجلد البشري على سبيل المثال)، كيميائية (المعدة)، إنشائية (العظم)، حاسوبية (الدماغ البشري)، و غيرها. ففي هذه المقالة سأركز على الأنظمة الحاسوبية في جسم الإنسان و من أمثلتها الدماغ البشري. و إذا ربطنا هذا كله مع قول الحق في سورة التين الآية رقم 4 (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)، حيث يعلمنا المولى أنه خلق الإنسان في أحسن تقويم أي في أفضل مواصفات هندسية و لا يوجد خلق أفضل مواصفة منه. فإذا إذا تفكرنا في النظام الحاسوبي لجسم الإنسان نستطيع أن نتعلم أفضل مواصفات لمثل هذه الأنظمة بالاعتماد على القرآن الكريم ليكون القرآن هو الكتاب المقرر للمؤمن و ليكون الله هو المعلم له.
التفكر في جسم الإنسان:
إذا تفكرنا في انقسام الخلايا في جسم الإنسان نجد بأن الله عز و جل صمم الخلايا لتنقسم بمتوالية رقمية و هي:
1, 2, 4, 8, 16, 32, 64, 128, 256, 512, 1024, 2048, 4096, ........
كما هو مبين في صورة 1 و 2.
صورة (1): انقسام الخلايا في جسم الإنسان.
صورة (2): المتوالية الرقمية التي صمم الله عز و جل جسم الإنسان عليها.
و إذا تفكرنا أيضا في ترتيب الله عز و جل للخلايا العصبية في الدماغ البشري، نجد و سبحان الله العظيم أن الوصلات العصبية في الدماغ البشري مهيأة للتعامل مع مدخلات تتبع المتوالية الرقمية المبنية على رقم 2 و هي 1, 2, 4, 8, 16, 32, 64, 128, 256, 512, 1024, 2048, 4096, .........
كما هو مبين في صورة 3 و 4.
صورة (3): خلية عصبية.
صورة (4): ترتيب الله عز و جل للخلايا العصبية في الدماغ البشري.
فإذا نستنتج من هذا كله بأن المتوالية الرقمية الرئيسية و التي صمم الله عز و جل الكون عليها هي (1, 2, 4, 8, 16, 32, 64, 128, 256, 512, 1024, 2048, 4096, .........). فإذا هذه المتوالية الرقمية هي أفضل متوالية رقمية لتمثيل الأرقام على أساسها و أيضا هي أفضل متوالية لتنفيذ العمليات الحسابية على الأرقام من جمع، طرح, و غيرها.
تمثيل الأرقام على أساس المتوالية الرقمية للخلق:
بما أن الله عز و جل صمم جسم الإنسان و الكون على أساس هذه المتوالية الرقمية إذا الاستنتاج هو أن أي رقم في هذا الوجود يجب أن يمكن تمثيله بهذه المتوالية الرقمية. تبين صورة 5 أمثلة على كيفية تمثيل أي رقم بناء على هذه المتوالية الرقمية.
صورة (5): تمثيل أي رقم بواسطة المتوالية الرقمية للخلق.
و إذا ربطنا هذا مع علم الحاسوب (الكمبيوتر) في زماننا هذا نجد بأن الناس وصولوا بطريقة التجربة لأن أفضل تمثيل للأرقام لغرض العمليات الحسابية للأرقام المختلفة هو النظام الثنائي المبني على رقم 2 بحيث تبين صورة 6 كيفية تمثيل الأرقام المحتواة في المثال السابق بالنظام الثنائي. فإذا تفكرنا في هذا الافتراض: لو أن المسلمين تدبروا كتاب الله و عرفوا هذه المعلومات و طبقوها قبل الغريب عن الدين فهل تستطيعون أن تتوقعوا ماذا كانت مكانة المسلمين الآن ؟؟؟ (ولا حول و لا قوة إلا بالله العلي الكبير)
صورة (6): تمثيل الأرقام (19، 57، 178) بالنظام الثنائي.
العمليات الحسابية باستخدام المتوالية الرقمية للخلق:
بما أن المتوالية الرقمية للخلق هي الأساس في تمثيل الأرقام المختلفة فإذا يجب أن تكون هي أيضا أفضل متوالية رقمية للقيام بالعمليات الحسابية على الأرقام، فإذا أخذنا المثال التالي و هو جميع رقم 1 و 3 باستخدام المتوالية الرقمية للخلق. عملية الجمع مبينة في صورة 7. بحيث أن الطريقة هي أنه عند جمع خانة مع خانة أخرى فإن النتيجة هو إزاحة الناتج إلى الخانة المجاورة و هذا موضح في صورة 7 بخطوة رقم 1 و هذه الميكانيكية تتكرر على الخانات المجاورة كما هو مبين في خطوة رقم 2 في صورة 7.
صورة (7): الجمع باستخدام المتوالية الرقمية للخلق.
هذه الآلية التي يمكن تعلمها من التفكر في القرآن و جسم الإنسان قد توصل إلى مبادئها الناس الآن في علم الحاسوب بعد عشرات و مئات السنين من التجربة و الخطأ، و مثال جمع رقم 1 و 3 باستخدام النظام الثنائي في الحاسوب مبيّن في صورة 8.
صورة (
: الجمع باستخدام النظام الثنائي.
فالناس في هذا الزمان اكتشفوا أن أفضل طريقة للقيام بالعمليات الحسابية على الأرقام هو باستخدام النظام الثنائي في الحاسوب و هذا ليس غريبا الآن لأنه كما بيّنت في هذه المقالة بأن الله عز و جل خلق الإنسان و خلقه بناء على المتوالية الرقمية (1, 2, 4, 8, 16, 32, 64, 128, 256, 512, 1024, 2048, 4096, .........) و التي فيها رقم 2 هو ركن أساسي و بالتالي فإن أفضل طريقة لتمثيل الأرقام و التعامل معها هو باستخدام هذه المتوالية الرقمية.
د. زيد قاسم محمد غزاوي
منقول للفائدة