أ.د. ناصر العمر | 15/2/1428 هـ
.
.
.
.
.
دعاة الباطل يسعون ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً لأجل نشر باطلهم، يتعبون في ذلك أنفسهم، ويدفعون أموالهم، ولكن كما قال الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ" (الأنفال: من الآية36).
ولما رأيت كثيراً من المسلمين قد أظلمت في عينيه الدنيا، لما أصاب الأمة من ذل ببعدها عن دينها، وتكالب الأمم عليها، أحببت أن أبشر المؤمنين وأفرح المسلمين بأن معظم مخططات الأعداء تبوء بالفشل، وتذهب جهودهم الخبيثة أدراج الرياح، وذلك من فضل الله القائل: "إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ" (يونس: من الآية81).
وما يحدث في أرض الواقع يذكرني بقصتين طريفتين:
القصة الأولى وقعت في قرية ببلد من البلدان الشقيقة، ذهب إليها أحد المنصرين، وظل يعمل فيها عدة سنوات رجاء أن يتنصر أهلها، ثم كتب تقريرًا لرئيسه يفيد أن جميع أهل القرية قد تنصروا، فجـاء المفتش النصراني ليختبرهم، فجمعهم وقال لهم: "سأذكر لكم قصة حدثت في القاهرة، وهي أن شخصاً سقط من الدور الثالث عشر، وقام يمشي! فوقف واحد من الحاضرين وقال: وحّدوه، فقالوا جميعاً: "لا إله إلا الله"، فالتفت إلى صاحبه متعجبًا وقال: "لم تفعل شيئاً"!
والقصة الثانية وقعت في إندونيسيا، فقد أقنع بعض المنصرين مجموعة من شباب المسلمين أن يعملوا معهم في مجال التنصـير، فشرعوا يوزعون الكتب، وبعدما رأوا جهودهم جاءهم المنصر المسئـول عنهم، وقـال: أنتم عملتم معنا واجتهدتم فماذا تتمنون؟ قالوا: نريد أن نـزور مكة لأداء الحج! فعلم أنهم لم يتأثروا بالنصرانية.
فهؤلاء المنصرون لا يستطيعون إدخال المسلمين في النصرانية، ولكن الذي نجحوا فيه إلى حد ليس بقليل إبعاد كثير من المسلمين عن التمسك بدينهم فهلا عدنا إلى ديننا، لنفشل مخططات عدونا، ونرضي قبل ذلك ربنا، فنسعد في دنيانا وآخرتنا .
منقول للاهمية